1538 - عن أبى سفيان بن حرب: أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ، ثم قال لترجمانه : قل لهم : إني سائل هذا ، فإن كذبني فكذبوه ، فذكر الحديث ، فقال للترجمان : قل له : إن كان ما تقول حقا ، فسيملك موضع قدمي هاتين ، صحيح البخاري - الاسلام دين الفطرة -->
الاسلام دين الفطرة الاسلام دين الفطرة
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

1538 - عن أبى سفيان بن حرب: أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ، ثم قال لترجمانه : قل لهم : إني سائل هذا ، فإن كذبني فكذبوه ، فذكر الحديث ، فقال للترجمان : قل له : إن كان ما تقول حقا ، فسيملك موضع قدمي هاتين ، صحيح البخاري

عن أبى سفيان بن حرب: أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ،
ثم قال لترجمانه : قل لهم : إني سائل هذا ، فإن كذبني فكذبوه ، فذكر الحديث ،
فقال للترجمان : قل له : إن كان ما تقول حقا ، فسيملك موضع قدمي هاتين ، صحيح البخاري 
------------------------------------------------
الراوي: أبو سفيان بن حرب المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7196 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
------------------------------------------------
الشرح:
 أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش: اى ان هرقل عظيم الروم ارسل الى أبى سفيان عندما كان فى مجموعة من قريش ذاهبة للتجارة فى الشام ليذهب اليه فى القدس ليسأله عن خبر رسول الله صلى الله عليه و سلم
لترجمانه: اى لمترجمه
لهم: اى للمجموعة من قريش و التى كانت تقف خلف أبى سفيان حينما كانوا فى مجلس هرقل
فإن كذبني فكذبوه: اى ان كذب علىّ فى الكلام فاشيروا لى من خلفه انه يكذب
فذكر الحديث: و هو حديث طويل سأل فيه هرقل ابا سفيان عن صفات رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و سيأتى ذكره فى اخر الشرح
فسيملك موضع قدمي هاتين: كناية عن تملكه للروم
و الحديث مروى برواية اخرى اطول كالتالى:
أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش - وكانوا تجاراً بالشام في المدة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مادَّ فيها أبا سفيان وكفار قريش - فأتوه وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه، فقال: أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فقال أبو سفيان: فقلت أنا أقربهم نسباً فقال: أدنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذباً لكذبت عنده. ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت هو فينا ذو نسب. قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا. قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها. قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة. قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منا وننال منه. قال: ماذا يأمركم؟ قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم. ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها. وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا، فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله. وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا، قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه. وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا، فقد أعرف أن لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله. وسألت أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل. وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتم. وسألت أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه، فذكرت أن لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب. وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر. وسألتك بمَ يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين. وقد كنت أعلم أنه خارج، لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه. ثم دعا بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي بعث به دحية إلى عظيم بصرى، فدفعه إلى هرقل، فقرأ فإذا فيه:
"بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى. أما بعد فإني أدعوك بدعوة الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين: ((يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)). قال أبو سفيان: فلما قال ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب، كثر عنده الصخب، وارتفعت الأصوات، وأخرجنا. فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أَمِرَ أَمْرُ ابن أبي كبشة، إنه يخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقناً أنه سيظهر حتى أدخل الله عليّ الإسلام". [رواه البخاري في كتاب بدء الوحي وكتاب الجهاد].
معاني الألفاظ:
الركب: هم أولو الإبل العشرة فما فوق.
المدة التي مادّ فيها: هي صلح الحديبية وذلك في السنة السادسة من الهجرة.
إيلياء: بيت المقدس.
عظماء الروم: هم البطارقة والقسيسون والرهبان.
الترجمان: المعبر عن لغة بلغة أخرى.
اجعلوهم عند ظهره: أجلسوهم وراءه لئلا يستحيوا أن يواجهوه بالتكذيب إن كذب.
من أن يأثروا علي كذباً: من أن ينقلوا علي الكذب.
كيف نسبه فيكم: أي ما حال نسبه فيكم من أشرافكم هو أم لا؟.
هو فينا ذو نسب: أي عظيم النسب.
أشراف الناس: أهل النخوة والتكبير.
لم تمكني كلمة أدخل فيها شيئاً: ما استطعت أن أجد كلمة انتقصه فيها.
الحرب بيننا وبينه سجال: ينتصر علينا مرة وننتصر عليه أخرى.
الغدر: ترك الوفاء.
اتركوا ما يقول آباؤكم: اتركوا ما كانوا عليه من أمر الجاهلية.
حين تخالط بشاشته القلوب: أي حين تمازج حلاوة الإيمان القلوب.
فسيملك موضع قدمي هاتين: أي بيت المقدس.
تجشمت لقاءه: تكلفت الوصول إليه.
لغسلت عن قدمه: مبالغة في العبودية والخدمة.
دعاية الإسلام: الكلمة الداعية إلى الإسلام وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
يؤتك الله أجرك مرتين: يعطي الأجر مرتين لكونه كان مؤمناً بنبيه ثم آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -. أو يكون له أجر إسلامه وأجر إسلام أتباعه.
الأريسيين: جمع أريسي، وهو الأكّار أو الفلاح.
الصخب: اللغط، وهو اختلاط الأصوات في المخاصمة.
أمِرَ: عظم.
ابن أبي كبشة: المراد به النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن عادة العرب إذا انتقصت نسبت إلى جد غامض.
ملك بني الأصفر: بنو الأصفر هم الروم، وملكهم هرقل ولقبه قيصر.
أحكام فقهية ودروس مستفادة من الحديث:
1- للدعاة الصادقين صفات يتميزون بها، وعلامات تدل على صدقهم، لأن الدعوة إلى الله مهمة الأنبياء، والعلماء هم ورثة الأنبياء.
2- الاهتمام بمعرفة الأحساب والأنساب.
3 - الكذب قبيح عقلاً وشرعاً.
4 - التعرف على شخصية الداعية وسيرته.
5 - الإيمان بالله يشرح الصدور ويتمكن في القلوب السليمة.
6 - أصحاب الدعوة السليمة يزيدون ولا ينقصون.
7 - احترام الدعاة إلى الله وتكريمهم وطاعتهم.
8 - يجب على الداعية أن يعرض منهجه بصدق ووضوح اتباعاً لأمر الله - تعالى -: ((فاصدع بما تؤمر))، ((يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك))، ((وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ)).
9 - قبل الإقدام على العمل أو اتخاذ القرار لابد من التفكير وتقليب وجهات النظر، ألا ترى الفارق بين موقف هرقل وموقف كسرى، الأول استقبل كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتوقير والاحترام فكانت له بقية وأما الآخر مزق كتاب رسول الله فمزق الله ملكه.
10 - يفتتح الكتاب ببسم الله الرحمن الرحيم.
11 - جواز إرسال بعض القرآن إلى أرض العدو وكذا السفر به
و الله تعالى اعلم
للمزيد

المصدر : http://ahadith01.blogspot.com/

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author الاسلام دين الفطرة  حقيقةٌ غاية في الروعة والجمال والجلال؛ إنّها منبع السعادة ومصدر التناغم والانسجام، إنّها حقيقة لا وجود لها إلا في الإسلام؛ لذلك نقول بلا تردد: إنّ البشرية لا نجاة ...

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

الاسلام دين الفطرة

2020