أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة .
أصلهم ويقطعوني .
وأحسن إليهم ويسيئون إِلَيَّ.
وأحلم عنهم ويجهلون عَلَيَّ.
فقال: لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل .
ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ، ما دمت على ذلك ، صحيح مسلم
------------------------------------------------
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2558 خلاصة حكم المحدث: صحيح
------------------------------------------------
الشرح:
قرابة: اقارب
أصلهم ويقطعوني: من صلة الرحم ، اى ازورهم و احسن اليهم ، و يفعلون العكس
أَحْلُم عنهم: اى يصبر عليهم و يحسن معاملتهم
يجهلون علي: أي يسيئون , والجهل هنا القبيح من القول
فكأنما تسفهم المل: المل هو الرماد الحار، وتسفهم : يعني تلقمهم إياه في أفواههم، وهو كناية عن أن هذا الرجل منتصر عليهم
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح الحديث: "وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكلَ الرماد الحار من الألم، ولا شيء على هذا المحسن، بل ينالهم الإثمُ العظيمُ في قطيعتهِ، وإدخالِهم الأذى عليه، وقيل معناه: إنك بالإحسان إليهم تخزيهم، وتحقِّرهم في أنفسهم؛ لكثرة إحسانك، وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف الملّ. وقيل: ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم؛والله أعلم". أ.هـ
وَمَعْنَاهُ كَأَنَّمَا تُطْعِمهُمْ الرَّمَاد الْحَارّ , وَهُوَ تَشْبِيه لِمَا يَلْحَقهُمْ مِنْ الْأَلَم بِمَا يَلْحَق آكِل الرَّمَاد الْحَارّ مِنْ الْأَلَم , وَلَا شَيْء عَلَى هَذَا الْمُحْسِن , بَلْ يَنَالهُمْ الْإِثْم الْعَظِيم فِي قَطِيعَته , وَإِدْخَالهمْ الْأَذَى عَلَيْهِ . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ إِنَّك بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ تُخْزِيهِمْ وَتُحَقِّرهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ لِكَثْرَةِ إِحْسَانك وَقَبِيح فِعْلهمْ مِنْ الْخِزْي وَالْحَقَارَة عِنْد أَنْفُسهمْ كَمَنْ يُسَفّ الْمَلّ . وَقِيلَ : ذَلِكَ الَّذِي يَأْكُلُونَهُ مِنْ إِحْسَانك كَالْمَلِّ يُحَرِّق أَحْشَاءَهُمْ
و الله تعالى اعلم
للمزيد
المصدر : http://ahadith01.blogspot.com/