قالَ الْجَوْهَرِيُّ (¬8): جَلَدَهُ الْحَدَّ جَلْدًا، أَيْ: ضَرَبَهُ وَأَصابَ جِلْدَهُ، كَقَوْلِكَ: رَأَسَهُ وَبَطَنَهُ.
وَإنَّما جُعِلَت الْعُقوبَةُ فِى الزِّنا بِذَلِكَ، وَلَمْ تُجْعَلْ بِقَطْعِ آلِة الزِّنا، كما جُعِلَت عُقوبَةُ السَّرِقَةِ وَالْمُحارَبَةِ بِقَطعِ آلةِ السرِقَةِ، وهىَ الْيَدُ وَالرِّجْلُ؛ لأنهُ يُؤَدِّى إِلَى قَطْعِ النسْلِ، وَلَعَلَّ قَطْعَ يَد السارِقِ يَكونُ عَامًّا فِى السَّارِقِ وَالسَّارِقَةِ، وَقَطْعُ الذَّكَرِ يَخْتَصُّ بِالرَّجُلِ دُونَ الْمَرْأَةِ.
قَوْلُهُ: "كانَ عَسِيفًا" (¬9) الْعَسيفُ: الأَجيرُ، وَالْجَمْعُ عُسَفَاءُ، قال (¬10):
أَطَعْتُ النَّفسَ فِى الشَّهَوَاتِ حَتَّى ... أَعَادَتنِي عَسيفًا عَبْدَ عَبْدِ
قَوْلُهُ تعالى: {الْمُحْصَنَاتِ} (¬11) الإِحْصانُ الإعْفافُ عَنِ الزِّنا، وَالْمُحصَناتُ أَيضًا: المُزَوَّجاتُ، وَ {أُحْصِنَّ} زُوِّجنَ؛ لأنَّها تسْتَعِفُّ بِالزَّوْج عَنِ الزِّنا، وَأَصلُهُ: الامْتِناعُ، مَأْخوذٌ مِن الْحِصْنِ الَّذِي يُمتَنَعُ بِهِ مِنَ العَدُوِّ (¬12).
¬__________
(¬6) في الزاني: إن كان محصنا وجب عليه الرجم. المهذب 2/ 266.
(¬7) في هذا نَظَر.
(¬8) الصحاح (جلد).
(¬9) قام رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته. . . الحديث. المهذب 2/ 266.
(¬10) نبيه بن الحجاج كما في اللسان (عسف 9/ 246) وفي الفائق 2/ 229 من غير نسبة. وفي حاشية نسخة من الكامل: أنشد أبو زيد للأنصارى. انظر حاشية تحقيق الكامل 1/ 38.
(¬11) سورة النساء آية 25.
(*) ع: العفاف تحريف.
(¬12) معاني الفراء 1/ 260، 261، ومعاني الزجاج 2/ 35، 37، 38.