وَ "الْأَرْبَعَةَ عَشَرَ" (¬22) هِىَ: قِطْعَةٌ مِنْ خَشبٍ يُحْفَرُ فيها ثَلاثَةُ أَسْطُرٍ، فَيُجْعَلُ فِى تِلْكَ الْحُفَرِ حَصىً صِغارٌ يَلْعْبونَ بهَا ذَكَرهُ فِى البَيانِ.
وَيَحْرُمُ اللَّعِبُ بِالأرْبَعَةَ عَشَرَ: هِىَ الَلُّعْبَةُ الَّتِى يُسَمِّيها الْعَامَّةُ: شَارْدُهْ، وَهُوَ: أَرْبَعَةَ عَشَرَ بِالْفارِسَّيةِ؛ لِأنَّ شَارْ أَرْبَعَةٌ، وَدُهْ: عَشرَةٌ بِلُغَتِهِمْ، وَهُوَ: حُفَيْراتٌ تُجْعَلُ فِى لَوْحٍ سَطرًا فِى أَحَدِ جَانِبَيْهِ، وَسَطرًا فِى الْجانِبِ الآخَرِ، وَتُجْعَلُ فِى الْحُفَرِ حَصىً صِغارٌ يَلْعَبونَ بِها، وقالَ فِى الشّامِلِ: ثَلاثَة أَسْطرُ. قَوْلُهُ: "مِنْ غَيْرِ آلةٍ مُطّرِبَةٍ" (¬23) قَدْ ذَكَرْنا (¬24) أَنَّ الطَّرَبَ: خِفَّةٌ تُصيبُ الإِنْسانَ؛ لِشِدَّةِ حُزْنٍ أَوْ سُرورٍ، وَقالَ الشَّاعِرُ (¬25):
وَأَرانِى طَرِبًا فِى إِثْرِهِمْ ... طَرَبَ الْوَالِهِ أَوْ كَالمُخْتَبَلْ
وَبَيْتُ الْجارِية الَّتي تُنْشِد (¬26):
هَلْ عَلَىَّ وَيْحَكُما ... إِنْ لَهَوتُ مِنْ حَرَجْ
فَقالَ: "لا حَرَجَ إِنْ شاءَ اللهُ".
¬__________
(¬22) في قول الشيخ: ويحرم اللعب بالأربعة عشر؛ لأن المعول فيها على ما يخرجه الكعبان كالنرد. المهذب 2/ 326.
(¬23) في المهذب 2/ 326: ويكره الغناء وسماعه من غير آلة مطربة.
(¬24) 2/ 333.
(¬25) النابغة الجعدى ديوانه 93.
(¬26) في المهذب 2/ 326: روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بجارية لحسان بن ثابت، وهي تقول. . . وانظر العقد الفريد 6/ 8.