أَيُها الْقَلْبُ تمتع بِدَدَنْ ... إِنَّ هَمِّى فِى سَمَاع وَأَذَنْ
وَمِنْ ذَلِكَ سُمِّيَتِ الأُذُنُ.
قَوْلُهُ: "مَنْ لَمْ يَتَغَنِّ بِالْقُرْآنِ" (¬70) مُفَسَّرٌ فِى الْكِتابِ، وَالأَوْلَى: الْجَمْعُ بَيْنَ التَّفْسيرَيْنِ: الاسْتِغْناءِ بِهِ وَالتَّأَدّبِ بِآدابِهِ، وَتَحْسينِ الصَّوْتِ بِهِ وَتَرْقيقِهِ، لِيَتَّعِظَ بِهِ مَنْ يَسْمَعُهُ، وَيَتَّعِظَ هُوَ بِهِ.
قَوْلُهُ: "وَأَمّا الْقِراءَةُ بِالأَلْحانِ" (¬71) الأَلْحانُ وَاللُّحونُ: واحِدُها اللَّحْنُ، وَهُوَ: الْغِناءُ وَالتَّطرْيبُ، وَقَدْ لَحَنَ فِى قِراءَتِهِ: إِذَا طَرَّبَ بِها وَغَرَّدَ، وَفِى الْحَديثِ: "اقْرَأوا الْقُرْآنَ بِلُحونِ الْعَرَبِ" (¬72).
¬__________
(¬67) صحيح مسلم 1/ 546، وسنن ابن ماجة 1/ 425، والنسائي 2/ 180، وغريب الحديث 2/ 138، 139، والغريبين 1/ 33، وغريب الحديث للخطابي 3/ 256، وفتح الباري 9/ 68.
(¬68) سورة الأنشقاق الآيتان 2، 5، وانظر مجاز القرآن 2/ 292، ومعاني الفراء 3/ 249، ومعاني الزجاج 5/ 303، وتفسير الطبرى 30/ 112، 113.
(¬69) كذا، وفي غريب أبي عبيد 2/ 139، قال على بن زيد، وكذا في اللسان (أذن 10/ 13) (ددن 13/ 152) والصحاح (ددن)، وفي التهذيب 15/ 17 قال الأحمر: فيه ثلاث لغات وأنشد. . . فظنه لابن أحمر. والرواية: "تعلل" بدل "تمتع".
(¬70) في المهذب 2/ 328: قال عليه السلام: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" وحمله الشافعي على تحسين الصوت، وقال: لو كان المراد به الاستغناء بالقرآن، لقال: من لم يتغان بالقرآن، وأما القراءة بالألحان، فقال في موضع أكرهه وفي موضع: لا أكرهه.
(¬71) ما سبق عن الصحاح (لحن) وانظر غريب الحديث لأبي عبيد 2/ 232، 233، وللخطابي 2/ 536 - 141، وللقتيبى 2/ 417، والفائق 308/ 3، 309، والأمالى 1/ 5، والنهاية 4/ 241، 242.
(¬72) في المهذب 2/ 328: ويجوز قول الشعر. . . ولأنه وفد عليه - صلى الله عليه وسلم - كعب بن زهير وأنشده:. . . . .