قوْلُهُ: "مِائَةَ شِمْراخ" الشِّمْرِاخُ: وَاحِدُ الشَّمارِيخِ، وَهُوَ: الْعِثْكالُ الَّذى يَكونُ عَلَيْهِ الْبُسْرُ وَالرُّطَبُ.
قَوْلُهُ: "اشْتَكَى رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى أَضْنَى" (¬33) أَيْ: مَرِضَ، وَالضنَّىَ: الْمَرَضُ، يُقال: أَضْناهُ الْمَرَضُ، أَيْ: أَثْقَلَهُ.
قوله: "مُسْرِفَ الْحَرِّ" (¬34) أي: مُفْرِطًا فِى شِدَّةِ الحَرِّ. وَأَصْلُ السَّرَفِ: ضِدُّ الْقَصْدِ.
قَوْلُهُ: "الأَخِرَ زَنَى" (¬35) بِقَصْرِ الْأَلِفِ، وَكَسْرِ الْخاءِ، مَعْناهُ: الْأَبْعَدُ.
وَيقالُ فِى الشَّتْمِ: أَبْعَدَ اللهُ الأَخِرَ (¬36). وَقالَ فِى التَّلْوِيحِ (¬37): أَىْ: الْغَائِبَ البَعيدَ الْمُتَأَخِّرَ، وَيُقالُ هَذَا عِنْدَ شَتْمِ الإِنْسَانِ مَنْ يُخَاطِبهُ، كَأَّنهُ نَزَّهَهُ بِذَلِكَ.
¬__________
(¬32) في المهذب 2/ 270 وإن كان نضو الخلق لا يطيق الضرب أو مريضا لا يرجى برؤه جمع مائة شمراخ فضرب به دفعة واحدة.
(¬33) روى سهل بن حنيف أنه أخبره بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار أنه اشتكى رجل منهم حتى أضنى قد خلت عليه جارية لبعضهم فوقع عليها. . . فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يأخذوا مائة شمراخ فيضربوه بها ضربة واحدة. المهذب 2/ 271.
(¬34) وإن كان مريضا مرضا يرجى زواله، أو الزمان مسرف الحر أو البرد ففيه وجهان. . . المهذب 2/ 271.
(¬35) روى أبو سعيد الخُدْريُّ قال: "جاء ماعز إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن الأخر زنى. . . الحديث. المهذب 2/ 271.
(¬36) المجموع المغيث 1/ 41، والنهاية 1/ 29، وابن الجوزى 1/ 14.
(¬37) ................................