قَوْلُه: "مَهينًا" أَيْ: حَقيرًا، وَفُسِّرَ قَوْلُهُ تَعالَى: {مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ} (¬22) أَيْ: حَقيرٍ. وَقالَ الفَرّاءُ: الْمَهينُ: الْعاجِزُ (¬23). وَأَرادَ بِالضَّعيفِ: ضَعيفَ الرَّأْىِ وَالتَّدْبيرِ، لَا ضَعيفَ الجِسْمِ.
قَوْلُهُ: "مِنْ غَيْرِ عُنْفٍ" (¬24) الْعُنْفُ: ضِدُّ الرِّفْقِ، يُقالُ: عَنُفَ عَلَيْهِ وَعَنُفَ بِهِ أَيْضًا.
قَوْلُهُ: "بُنِيَتْ عَلَى الاحْتِياطِ" (*) الاحْتِيَاطُ عَلَى الشَّيىْءِ. الِإحْداق بِهِ مِنْ جَميعِ جِهاتِهِ، وَمِنْهُ سُمِّىَ الْحائِطُ، وَأَصْلُهُ: الْحِفْظُ، حاطَهُ يَحوطُهُ، أَيُّ: حَفِظَهُ، وَالمعْنِيُ: أَنْ يَحْكُمَ بِالْيَقينِ والْقَطعِ مِنْ غَيْرِ تخْمين، وَيَأْخُذَ بِالثِّقَةِ فِى أُمورِهِ وَأَحْكامِهِ.
¬__________
(¬22) آية 8 من سورة السجدة وآية 20 من سورة المرسلات.
(¬23) كذا وفي معاني الفراء 3/ 173: الفاجر -بالفاء والجيم- في سورة القلم وكذا الفاجر في اللسان (مهن) عن الفراء. وانظر تفسير الطبري 21/ 95، 29/ 22، 235، ومعاني الزجاج 4/ 205، 5/ 205.
(¬24) في قول بعض السلف: وجدنا هذا الأمر لا يصلحه إلا شدة من غير عنف ولين من غير ضعف. المهذب 2/ 290.
(*) النكاح والقصاص واللعان وحد القذف لا يجوز فيها التحكيم؛ لأنها حقوق بنيت على الاحتياط فلم يجز فيها التحكيم. المهذب 2/ 291.