وَقالَ غَيْرُهُ (28) وَيْحٌ: كَلِمَةُ رَحْمَةٍ ضِدُّ وَيْلٍ: كَلِمَةُ عَذَابٍ.
وَقالَ الْيزِيدىُّ: هُما بِمَعْنًى وَاحِدٍ، يُقالُ: وَيْححٌ لِزَيْدٍ، وَوَيْلٌ لِزَيْدٍ بِرَفْعِهِما عَلَى الابْتِداءِ، وَلَكَ أَنْ تَقُول: وَيحًا لِزَيد وَوَيْلًا لِزَيْد، فَتَنْصِبَهُما بِإِضْمارِ فِعْلٍ، كَأنَّكَ قُلْتَ: أَلْزَمَهُ اللهُ وَيْحًا وَوَيْلًا (¬28).
قَوْلُهُ: "لا حَرَجَ" أَيْ: لا ضيقَ أَوْ لا إِثْمَ، وَقَدْ ذُكِرَ (¬29).
قَوْلُهُ: "يَرْنَمُ بِالْبَيْتِ وَالْبَيْتَيْنِ" (¬30) الرَّنَمُ -بالتَّحرِيكِ: الصَّوْتُ، وَقَدْ رَنِمَ -بِالكَسْرِ- وَتَرَنَّمَ: إِذا رَجَّعَ صَوْتَهُ، وَالتَّرْنيمُ: مِثْلُهُ، وَتَرَنَّمَ الطائِرُ فِى هَديرِهِ. وَقيلَ: إِنَّ البَيْتَ الَّذي أَنْشَدَهُ عُمَرُ (¬31) رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
وَإِنَّ ثَوَائِى بِالْمَدينَةِ بَعْدَما ... قَضَى وَطرًا مِنْها جَميُل بْنُ مَعْمَرِ
أَرادَ جَميلَ بْنَ مَعْمَرٍ الْجُمَحِىَّ، لَا الْعُذْرِىَّ، فَإِنَّهُ مُتَأَخِّرٌ.
¬__________
(¬27) في الزاهر 1/ 235.
(¬28) الصحاح (ويح).
(¬29) 1/ 65، 2/ 220.
(¬30) في المهذب 2/ 326: كان عمر - رضي الله عنه - إذا دخل في داره يرنم. . ..
(¬31) ذكره المبرد في الكامل 564، وابن عبد البر في الاستيعاب 248. وانظر ترجمته في نسب قريش 394، 395، والتبيين 400، وجمهرة الأنساب 161. وذكر ابن عبد البر: أن الذي كان يتغنى بالبيت هو عبد الرحمن بن عوف، وسمعه عمر، فقال: ما هذا يا أبا محمد؟ فقال: إنا إذا خلونا في منازلنا قلنا ما يقول الناس.