يا حادِىَ الْعيسِ رِفْقًا بِالْقَواريرِ ... فَقَدْ أَذابَ سُراها بِالْقَوَى رِيرِى (¬61)
وَشَفَّها السَّيْرُ حَتَّى ما بِها رَمَقٌ ... فِى مَهْمَهٍ لَيْسَ فيهِ لِلْقوَارِى رِى (¬62)
جَمْعُ قارِيةٍ، وَهِيَ: الْفاخِتَةُ.
قَوْلُهُ: "فَأنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقالَ: هِيهِ" (¬63) مَعْناهُ: زِدْ، وَهو اسْمُ فِعْلٍ يُؤْمَرُ بهِ، أَيْ: زِدْ فِى إِنْشادِكَ، يُنَوَّنُ، فَمَنْ نَوَّنَ، فَمَعْناهُ: زِدْنِي حَديثًا؛ لِأنَّ التَّنْوِينَ لِلتّكْثيرِ، وَمَنْ لَمْ يُنَوِّنْ، فَمَعْناهُ: زِدْنِي مِنَ الْحَدِيثِ الْمَعْروفِ مِنْكَ.
وَأَصْلُهُ: إِيه، وَالْهاءُ مُبْدَلَةٌ مِنَ الْهَمْزَةِ، تَقولُهُ لِلرَّجُلِ إِذا اسْتَزَدْتَهُ مِن حَديثٍ أَوْ عَمَل (¬64)، قالَ ذُو الرُّمَّةِ (¬65):
وَقَفْنا فَقُلْنا إِيه عَنْ أُمِّ سَالمٍ ... وَما بالُ تَكْليمِ الدِّيارِ الْبَلاقِعِ
وَأَمّا إِيهًا، فَمَعْناهُ: كُفّ، وَلَمْ يَجِىءْ إِلَّا مُنَكَّرًا، قالَ النَّابِغَةُ (¬66):
إِيهًا فِدَاءٍ لَكَ الْأَقْوامُ كُلُّهُمُ ... وَمَا أُثَمِّرُ مِنْ مالٍ وَمنْ وَلَدِ
¬__________
(¬58) ............................
(¬59) انظر العقد الفريد 6/ 66 - 69.
(¬60) لم أهتد إليه ولعله للمصنف.
(¬61) القَوَى: القفر الذي لا أنيس به. والرير: الشحم الذي في العظام.
(¬62) ع: للقواريرى، ولا معنى له.
(¬63) يعني الشريد بن سويد الثقفى وقد روى عنه ابنه عمرو قال: أردفنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وراءه ثم قال: "أمعك شييء من شعر أمية بن أبي الصلت؟ " فقلت: نعم، فأنشد بيتا، فقال: "هيه". . . فأنشدته بيتًا آخر فقال: "هية" المهذب 2/ 328، وتهذيب التهذيب 4/ 292.
(¬64) انظر إصلاح المنطق 291، ومجالس ثعلب 1/ 275، والخزانة 3/ 19، 4/ 283، والصحاح (أية).
(¬65) ديوانه 2/ 778، والمراجع السابقة.
(¬66) ديوانه 28، وروايته: مَهْلًا. . . . وكذا في الصحاح (ذوى) واللسان (قدى 15/ 150).