قَوْلُهُ: "جَاركَ الأَدْنَى؟ " (¬59) أَىِ: الأَقْرَبُ، وَالدُّنُوُّ: الْقُرْبُ ضِدُّ البُعْدِ.
قولُهُ: "يُسْتَدَلُّ بِهِما عَلَى الْوَرَعٍ" الْوَرَعُ: التُّقَى، وَالْوَرِعُ: التَّقِىُّ، وَقَد وَرِعَ يَرِعُ بِالكَسْرِ فِيهِما وَرَعًا وَرِعَة، وَتوَرَّعَ مِنْ كَذا، أَيْ: تحَرَّجَ (¬60).
قَوْلُة: "فَيَجْمَعُهُمُ الْهَوَى عَلى التَّوَاطُؤِ" (¬61) أَىْ: تَحْكُمُهُمُ الشَّهْوَةُ عَلَى التَّوافُقِ، وَطَأْهُ عَلى الأَمْرِ، أَىْ، وَافَقَهُ.
قَوْلُهُ: "وَارْتابَ بِهِمْ" (¬62) أَىْ: شَكَّ فيهِمْ، وَالرَّيْبُ وَالارْتِيابُ: الشَّكُّ، وَكَذا الرِّيبَةُ.
وَدانِيالُ (¬63): بِالدّالِ المُهْمَلَةِ وَكَسْم النُّونِ، وَكانَ مِمَّنْ أَسرَهُ بُخْتَنَصَّرُ وَحَبَسَهُ، ثُمَّ رَأَى رُؤْيا فَفَسَّرَها لَهُ فَأَكْرَمَهُ وَخَلَّاهُ (¬64).
قَوْلُهُ: "إنَّ الطَّيْرَ لَتَخفِقُ بِأَجنِحَتِها وَترمِى بِما فِى حَوَاصِلِهَا" (¬65) يُقالُ: خَفَقَ الطّائِرُ: إِذا طارَ، وَأَخْفَقَ: إِذا ضَرَبَ بِجَناحَيْهِ. وَالْحَوْصَلَةُ مِنَ الطّائِرِ: بِمَنْزِلَةِ
¬__________
(¬59) من قول عمر - رضي الله عنه - لرجل زعم أنه يعرف الرجل الذي سأل عنه عمرُ: بأى شيئ تعرفه؟ قال: بالعدالة، قال: هو جارك الأدنى تعرف ليله ونهاره ومدخله ومخرجه؟ قال: لا، قال: فمعا ملك بالدينار والدرهم اللذين يستدل بهما على الورع. . . إلخ. المهذب 2/ 295.
(¬60) عن الصحاح (ورع).
(¬61) في المهذب 2/ 295: ويجتهد أن لا يعلم أصحاب المسائل بعضهم ببعض فيجمعهم الهوى على التواطؤ على الجرح والتعديل.
(¬62) وإن شهد عنده شهود وارتاب بهم فالمستحب أن يسألهم عن تحمل الشهادة. . . الخ المهذب 2/ 296.
(¬63) في المهذب 2/ 296: روى أن أربعة شهدوا على امرأة بالزنا عند دانيال ففرقهم وسألهم فاختلفوا فدعا عليهم فنزلت عليهم نار من السماء فأحرقتهم.
(¬64) انظر تاريخ الطبرى 4/ 220، والبداية والنهاية 6/ 9.
(¬65) روى ابن عمر قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الطير. . . من هول يوم القيامة وشاهد الزور لا تزول قدماه حتى يتبوأ مقعده من النار" المهذب 2/ 296.