قَوْلُهُ: "حَافَةِ الشطِّ" حافَةُ كُلِّ شَيءٍ: جانِبُهُ. وَالشَّطُّ وَالشَّاطِىءُ: ما يَلِى النَّهرَ وَالبَحْرَ مِنَ البَرِّ الذى لَا يَصِلُهُ الماءُ.
قَوْلُهُ: "لَا يُطيُّرُ" أَيُّ: لَا تُطَيَّرُ عَلَيهِ السِّهامُ فِى المُقاسَمَةِ بِالقُرعَةِ؛ لِأنَّهُمْ كانوا لَا يَرَونهُ حَلالًا، وَالتَّطير: القِسمَةُ، وَفِى حَديثِ عَلِيٍّ فِى الحُلَّةِ السيّرَاءُ (¬8):
"فَأَطَرتهَا بَيْنَ نِسائِى" أَي: قَسَمتُهَا بَيْنَهُنَّ.
وَقِيلَ: لَا يُزْجَرُ عَنْهُ الطَّيْرُ وَلَا يُمْنَعُ اسْتِهانةً بِهِ وَترْكًا لَهُ لِذَلِكَ.
قَوْلُهُ: "القَضبِ" (¬9) سُمِّىَ قَضبًا؛ لأَنَّهُ يقْضَبُ كُلَّ حين، أَيُّ: يُقْطَعُ.
قَوْله: "فَأجازَهُ" (¬10) أَيْ: قَبِلَهُ وَحَكَمَ بِهِ. وَالجائِزُ: ما قَبِلَهُ الشَّرعُ، وَساغَ فِيهِ الاجْتِهادُ. اهـ.
¬__________
(¬6) من قول الشيخ: إلا مواضع من شرقى دخلتها يسميها أهل البصرة الفرات، ومن غربي دخلتها نهر يعرف بنهر المرة. المهذب 2/ 264.
(¬7) ص 178.
(¬8) في المهذب 2/ 652 عن الطيالسي أنه قال: أدركت الناس بالبصرة ويحمل إليهم الثمر من الفرات فيؤتى به ويطرح على حافة الشط ويلقى عليه الحشيش ولا يطير ولا يشترى منه إلا أعرابي أو من يشتريه فينبذه.
في الحديث: "أهديت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - حُلة سِيَراء فأرسل بها إلى فلبستها، فعرفا الغضب في وجهه، وقال: إني لم أعطكها لتلبسها، وأمرْ بها فأطرتها بين نسائي" سنن أبي داود 4/ 74، والنسائي
8/ 197، ومسند أحمد 1/ 90، وغريب الخطابي 2/ 168، والنهاية 12/ 52.
(¬9) في المهذب 2/ 265: جعل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على جريب القضب ستة دراهم. القَضْبُ: الرَّطْبَةُ.
(¬10) من حديث عثمان بن حنيف. . . فكتب به إلى عمر فأجازه. المهذب 2/ 265.