وَقَالوا (¬18) قَدْ بَكَيْتَ فَقُلْتُ كَلَّا ... وَهَلْ يَبْكى مِنَ الطَّرَبِ الْجَليدُ
وَقالَ فِي مَعْنَى الْفَرَحِ (¬19):
يا دِيارَ الزَّهْوِ وَالطَّرَبِ .. وَمَغانى اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ
قَوْلُهُ: "ما أَسْكَرَ الْفَرْقُ مِنْهُ" (¬20) الْفَرْقُ: بِإِسْكانِ الرّاءِ: مِائَةٌ وَعِشرونَ رِطْلًا، وَبِفَتْحِها: سِتَّةَ عَشرَ رِطْلًا (¬21). وَقال ثَعْلَبٌ (¬22): الْفَرَقُ بِفَتْحِ الرّاءِ: اثْنا عَشَرَ مدًّا (¬23)، وَلَا تَقُل: فَرْقٌ بِالإسْكانِ. وَقالَ الزَّمَخْشَرِىُّ (¬24): هُمَا لُغَتانِ، وَالْفَتْحُ أَعْلَى.
قَوْلُهُ: "وَهَنَتْ" (¬25) يُقالُ: وَهَنَ الِإنْسانُ، وَوَهَنَهُ غَيْرُهُ، يَتَعَدّى وَلا يَتَعَدَّى، وَوَهِنَ أَيْضًا بِالْكَسْرِ وَهْنًا، أَيْ: ضَعُفَ.
¬__________
(¬16) هذا القول ليس في هذا الموضع من المهذب.
(¬17) نسب في الأقتضاب 2/ 17، إلى بشار وإلى عروة بن أذينة. وقال ابن الجواليقي في شرح أدب الكاتب 92: نسبه بعضهم إلى بشار، والصحيح أنه لأبي جنة الأسدي بالجيم والنون، كذا أخبرت عن الحسن بن بشر الآمدى، واسم أبي جنة حكيم بن عبيد وهو خال ذى الرمة.
(¬18) في شرح الجواليقي، وأدب الكاتب 23: فقلن. وأورد الجواليقي. أبياتا تدل على صحة روايته. ورواية الأقتضاب: يقلن، وقال: والصواب: فقلن. والمذكور هنا رواية في نسخة أمن أدب الكاتب.
(¬19) لم أهتد إلى قائله.
(¬20) روت عائشة رضي الله عنها قالت: قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام" المهذب 2/ 286.
(¬21) ذكره في المغيث 2/ 611 عن الشافعي، وفي النهاية 3/ 437، وذكر الخطابي الفرق بفتح الراء غريب
الحديث 1/ 674.
(¬22) عن الهروى في الغريبين 2/ 421 خ.
(¬23) ستة عشر رطلا تساوى اثنى عشر مدا وهي: ثلاثة آصع عند أهل الحجاز. وانظر الإيضاح والتبيان 69، 70، والنهاية 3/ 437.
(¬24) في الفائق 3/ 104.
(¬25) روى أبو ساسان قال: لما شهد على الوليد بن عقبة، فقال على - رضي الله عنه - قم يا حسن فاجلده، قال: فيم أنت وذاك وَلِّ هذا غيرى قال: ولكنك ضعفت وعجزت ووهنت. . . الخ المهذب 2/ 286.