وَالأَزْلَامُ: الْقِداحُ، وَاحِدُهَا زُلَمٌ بِفَتْحِ الزّاىِ وَضَمِّها، وَهِيَ: السِّهامُ الَّتِى كانَ أَهْلُ الْجاهِلِيَّةِ يَسْتَقْسِمُونَ بِها عَلَى المَيْسِرِ، قالَهُ الْعُزَيْزِيُّ (¬9) وَقالَ الْهَرَوِيُّ (¬10): كانَتْ زُلِّمَتْ وَسُوِّيَتْ، أَيْ: أُخِذَ مِنْ حُروفِها، وَكانَ أَحَدُ الْجاهِلِيَّةِ يَجْعَلُها فِى وِعاءٍ لَهُ، وَقَدْ كَتَبَ الأَمْرَ وَالنَّهْىَ، فَإذا أَرادَ سَفَرًا أَوْ حاجَةً أَدْخَلَ يَدَهُ فِى ذَلِكَ الْوِعاءَ، فَإنْ خَرَجَ الآمِرُ: مَضَى لِطِيِّتهِ، وَإِنْ خَرَجَ النّاهِى: كَفَّ وَانْصَرَفَ، وَفيها كَلامٌ يَطولُ (¬11).
وَأَمّا {وَالْأَنْصَابُ} فَهِىَ: جَمْعُ نصْبٍ، بِفَتْحِ النّونِ وَضمِّها، وَهُوَ: حَجَر أَوْ صَنَم مَنْصوبٌ يَذْبَحونَ عِنْدَهُ (¬12)، يُقال: نَصْبٌ وَنُصْب وَنُصبٌ، ثَلاثُ لُغاتٍ.
وَالرِّجْسُ: الْقَذَرُ وَالنَّتْنُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعالَى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ} (¬13) أَي: الْعَمَلَ الْخَبيثَ الْمُسْتَقْذَرَ (¬14). وقيلَ: الشَّكُّ. وَالرِّجْسُ أَيْضًا: الْعَذابُ (¬15)، وَسُمِّيَتِ الْأَصْنام رِجْسًا؛ لِأَنَّها سَبَبُ الرجْسِ، وَهُوَ الْعَذابُ.
¬__________
(¬8) الدر المصون 2/ 405، 406.
(¬9) في تفسير غريب القرآن 41.
(¬10) في الغريبين 1/ 469 خ.
(¬11) انظر تفسير الطبري 6/ 76، 77، ومعاني الفراء 1/ 301، ومعاني الزجاج 2/ 146، 147.
(¬12) معاني القرآن للفراء 1/ 480، وتفسير القرطبي 2283، وتهذيب اللغة 12/ 210، والصحاح (نصب) والنهاية 5/ 60.
(¬13) سورة الأحزاب آية 33.
(¬14) معاني الزجاج 2/ 203، 204، وانظر تفسير الطبرى 22/ 6 - 8، وتفسير القرطبي 2284.
(¬15) معاني الفراء 1/ 480، وتهذيب اللغة 10/ 580 , 610.