وَقالَ بَعْضُ المشايِخِ: لَعَلَّهُ أَنْ يَكونَ نُسِبَ إِلى بَغْلانَ، بَلَدٍ بِبَلْخَ (¬32)، كَالنَّسَب إِلى الْبَحْرَيْنِ، يُقالُ فيهِ: بَحْرِىٌّ، عَلى الصحَّيحِ.
قَوْلُهُ: "فَإِنْ فَسَرّه بِدَراهِمَ مُزيَّفَةٍ" (¬33) أَىْ: رَديئَةٍ. قالَ ابْنُ الْقُوطِيَّةِ: زافَتِ الدَّراهِمُ تَزيفُ زَيْفًا: بارَتْ (¬34) -وَلَعَلَّهُ لِرَداءَتها. وَدِرْهَمٌ زَيْفٌ وَزائِفٌ، وَالْجَمْعُ: زُيَّفٌ، مِثْلُ: ناقِصٍ وَنُقَّصٌ: إِذا لَمْ تَجُزْ بِأَنْ تَكونَ رَصاصًا أَوْ نُحاسًا مَغْشوشًا، وَزَيَّفْتُها أَنا.
قَوْلُهُ: "بِدَراهِمَ مَغْشوشَةٍ" (¬35) مَأْخوذٌ مِنَ الْغِشِّ- بِالْكَسْرِ، وَهُوَ ضِدُّ النَّصيحَةِ. وَقيلَ: مَأْخوذٌ مِنَ الْغَشَشِ، وَهُوَ: الْمَشْرَبُ الْكَدِرُ، قالَهُ ابْنُ الأَنْبارِىِّ (¬36).
قَوْلهُ: "وَفَسَرّهَا بِسِكَّةٍ" (¬37) السِّكَّةُ: الْحَديدَةُ الْمَنْقوشَةُ الَّتي يُطْبَعُ عَلَيْها، أَيْ: يُضْرَبُ، وَجَمْعُها: سِكَكٌ.
¬__________
(¬29) إن قال له: على درهم كبير: لزمه درهم من دراهم إسلام؛ لأنه درهم كبير في العرف، فإن فسره بما هو أكبر منه وهو الدرهم البغلى قبل منه.
(¬30) في الإيضاح والتبيان 60: زنة البغلية فيما قاله الأول: أربعة دوانيق وفيما قاله الجمهور في كتاب الأوزان وغيره: ثمانية دوانيق.
(¬31) في السابق 59: منسوبة إلى ملك يقال له: رأس البَغْلِ.
(¬32) معجم البلدان 1/ 468 وبلخ: مدينة مشهورة بخراسان، وبين بغلان وبلخ ستة أيام.
(¬33) إن قال له: على دراهم ففسرها بدارهم مزيفة لا فضة فيها: لم يقبل. المهذب 2/ 347.
(¬34) انظر نصه في أفعال ابن القطاع 2/ 107.
(¬35) وإن فسرها بدراهم مغشوشة فالحكم فيها كالحكم فيمن أقر بدراهم وقد فسرها بالدراهم الطبرية. المهذب 2/ 347.
(¬36) عن الغريبين 2/ 371 خ.
(¬37) إن قال: له عن دراهم وفسرها بسكة دون سكة دراهم البلد الذي أقر فيه. . . . يقبل منه. المهذب 2/ 248.