قَوْلُهُ: "آسِ بَيْنَ النَّاسِ" (¬81) أَيْ: أَصْلِحْ، يُقالُ: أَسَوْتُ بَينَهمْ، أَىْ: أَصْلَحْتُ بَيْنَهُمْ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكونَ مَعْناهُ: سَرِّ بَيْنَهُمْ، حَتَّى يكونَ كُلُّ واحد مِنْهُمْ أُسْوَةً لِصاحِبهِ، وَالأُسْوَةُ: الْقُدْوَةُ (¬82).
قَوْلُهُ: "حَتَّى لَا يَطْمَعَ شَريفٌ فِى حَيْفِك" أَصْلُ الشَّرَفِ: الْعُلُوُّ وَالرِّفْعَةُ، مَأْخوذٌ من الْجَبَلِ الْمُشرِفِ، وَهُوَ الْعالِى، قالَ الشّاعِرُ (¬83):
يَبْدو وَتُضْمِرُهُ الْبِلادُ كَأَنَّهُ ... سَيْفٌ عَلى شَرَفٍ يُسَلُّ وَيُغمَدُ
أَيْ: مَوْضِعٍ عَالٍ. وَالشَّريفُ مِنْ الْقَوْم: الرَّفيعُ الْمَنْزِلَةِ الْعالِى الْقَدْرِ وَالْحَسَبِ.
قَوْلُهُ: "فِى حَيْفِكَ" أَيْ: فِى جَوْرِكَ، وَالْحَيْفُ: الْجَوْرُ، حافَ، أَيْ:، جَارَ، قالَ اللهُ تعالَى: {أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ} (¬84).
قَوْلُهُ: "يَميلُ إِلَيْهِ طَبْعُهُ" (¬85) الطَّبْعُ وَالطِّباعُ: مَا رُكِّبَ فِى الإِنْسانِ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ، وَغيْرِهِمَا مِنَ الْأَخْلاقِ الَّتي لَا يُزايِلُها (¬86) يُقالُ: فُلانٌ كَريمُ الطِّباعِ وَالطبائِعِ، وَهُوَ اسْمٌ مُؤَنَّثٌ عَلَى فِعالٍ نَحو مِثالٍ وَمِهادٍ (¬87).
¬__________
(¬80) هو أحد الأسماء المذكرة التي تجمع بالألف والتاء.
(¬81) في كتاب عمر إلى أبي موسى الأشعرى رضي الله عنهما: آس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك" المهذب 2/ 299.
(¬82) المجموع المغيث 1/ 71، والنهاية 1/ 50.
(¬83) لم أقف على الشاهد ولا على قائله.
(¬84) سورة النور آية 50.
(¬85) هذه العبارة غير موجودة في هذا الموطن من المهذب.
(¬86) ع: يزيلها تحريف. وفي النهاية "يزاولها" وفي الغريبين 257 خ: "يزايلها" والنقل عنه.
(¬87) كذا في الغريبين 207، والنهاية 2/ 113، وفي اللسان (طبع) عن أبي القاسم الزجاجى: الطِّباع: واحد مذكر كالنحاس والنجار.