قَوْلُهُ "تصَدَّقْتُ بِعِرْضِى" (¬11) قالَ أَبُو بَكْرٍ بنُ الْأَنْبارِىِّ (¬12): قالَ أَبو الْعَبّاس: الْعِرْضُ: مَوْضِعُ الذَّمِّ وَالْمَدحِ مِنَ الإِنْسانِ، وَمَعْناهُ: أُمورُهُ الَّتي يَرْتفِعُ بها أَوْ يَسْقُطُ بِذِكْرِهَا وَمِنْ جِهَتِهَا يُحْمَدُ أَوْ يُذَمُّ، وَيَجوزُ أَنْ يَكونَ ذِكْرَ أَسْلافِهِ؛ لِأنَّهُ يَلْحَقُهُ النَّقيصَةُ بِعَيْبِهِمْ (¬13).
وَقالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ (¬14): عِرْضُ الرَّجُلِ نَفسُهُ، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ: "أَهْلُ الْجَنَّةِ لَا يَبْولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطونَ إِنَّما هُوَ عَرَقٌ يَخْرُجُ مِنْ أَعْراضِهِمْ مِثْلُ الْمِسكِ" (¬15) أَيْ: أَبْدانِهِمْ، واحْتَجَّ بِهَذا الْحَديثِ الْمَذْكورِ "تصَدَّقْتُ بِعِرْضى" أَي: بِنَفْسِى وَأَحْلَلْتُ مَنْ يَغْتَابُنى، قالَ: وَلَوْ كانَ الْعِرْضُ الْأَسْلافُ لَمَا جَاز لَهُ أَنْ يُحِلَّ مَنْ يَغْتابُهُمْ، وَلَهُ كَلَامٌ طَوِيلٌ (¬16).
قَوْلُهُ: "الْعَارَ يَلْحَقُ بِالْعَشيرَةِ" (¬17) هُمُ: الْقَبيلَةُ.
¬__________
(¬9) عن الصحاح (نبط).
(¬10) الفائق 3/ 404، وذكره الخطابي في غريبه 2/ 521، 3/ 119.
(¬11) روى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم كان يقول تصدقت بعرضى" المهذب 2/ 274.
(¬12) في الزاهر 2/ 69.
(¬13) انظر في ذلك الزاهر 2/ 69، وتهذيب اللغة 1/ 457، وأدب الكاتب 30 - 32، وغريب الخطابي 2/ 347، 348، والنهاية 3/ 208، 209، واللسان (عرض 7/ 171).
(¬14) أدب الكاتب 31.
(¬15) غريب أبي عبيد 1/ 154، وابن الجوزى 2/ 84، والنهاية 3/ 209.
(¬16) وانظر أيضًا تفصيلا له في إصلاح غلط أبي عبيد في غريب الحديث 82 - 84، وشرح الجواليقي 139، والاقتضاب 2/ 18 - 21.
(¬17) لو قال لغيره اقذفنى ففيه وجهان. . . الثاني يجب عليه الحد. لأن العار. . . المهذب 2/ 274.