"وَتحاقَروا الْعُقوبَةَ" أَيْ: رَأَوْهَا حَقيرَةً صَغيرةً، وَحَقَرَهُ وَاسْتَحْقَرَهُ (¬27): اسْتَصْغَرَهُ، وَالْحَقيرُ: الصَّغيرُ.
قَوْلُهُ: "إِذا سَكِرَ هَذَى" (¬28) أَيُّ: تكَلَّمَ بِالْهَذَيانِ، وَهُوَ: ما لَا حَقيقَةَ لَهُ منَ الكَلامِ، يُقالُ: هَذَى يَهْذِى وَيَهْذُو.
قَوْلهُ: "افْتَرَى" أَيْ: كَذَبَ، وَالفِرْيَةُ: الْكِذِبُ، وَالْمُفْتَرى: الكاذِبُ، وَأَصْلُهُ: الخَلْقُ، فَرَى الْأَديم: خَلَقَهُ (¬29)، قالَ اللهُ تعالَى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} (¬30) أَيْ: تتَقَوَّلونَ وَتَفتَرونَ كَذِبًا (¬31).
قَوْلُهُ: "أَخْزَاكَ الله" (¬32) أَيْ: أَذَلَّكَ وَأَهانَكَ، يُقالُ: خَزِىَ يَخزَى خِزيًا، أَيْ: ذَلَ وَهانَ، وَالخِزْىُ فِى الْقُرآنِ: بِمَعنَى الذُّلِّ فِى قَوْلِهِ تعالَى: {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} (¬33) وَبِمَعْنَى الْهَلاكِ فِى قَوْلِهِ تَعالَى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى} (¬34) أَىْ: نَهْلِكَ.
¬__________
(¬26) في رسالة خالد بن الوليد لعمر رضي الله عنهما. المهذب 2/ 287.
(¬27) حَقَرَهُ واحْتَقَرَه واسْتَحْقَرَه: استصغره. الصحاح (حقر).
(¬28) في قول على - رضي الله عنه -: "إذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفترى ثمانون" المهذب 2/ 287.
(¬29) عن الكسائي: أَفْرَيْتُ الأديم: قطعته على جهة الإفساد، وفريته: قطعته على جهة الإصلاح. الصحاح (فرى).
(¬30) سورة العنكبوت آية 17.
(¬31) مجاز القرآن 2/ 114، وقال الزجاج: وقيل: تعملون الأصنام ويكون التأويل: إنما تعبدون من دون الله أوثانا وأنتم تصنعونها، معاني القرآن وإعرابه 4/ 165.
(¬32) روى أبو هريرة: أتى - صلى الله عليه وسلم - برجل قد شرب الخمر فقال: اضربوه. . . فلما انصرف المضروب قال بعض الناس: أخزاك الله. . . إلخ الحديث المهذب 2/ 287.
(¬33) سورة البقرة آية 114، وسورة المائدة آية 41 وانظر معاني الفراء 1/ 74، ومعاني الزجاج 1/ 197.
(¬34) سورة طه آية 134.