قَوْلُهُ: "الصَّنائِعِ الدَّنيئَةِ" (¬17) هِىَ: الْخَسيسَةُ، مَأْخوذَةٌ مِنَ الدَّنيىءِ، وَهُوَ: الْخَسيسُ، مَهْموزٌ. وَقَدْ دَنَأ الرجُلُ: إِذا صارَ دَنيئًا لَا خَيْرَ فِيهِ.
قَوْلُهُ: "وَالزَّبّالِ" الَّذى يَحْمِلُ الزِّبْلَ، وَهُوَ: السِّرْجينُ، وَمَوْضِعُهُ: الْمَزْبَلَةُ.
وَالنَّخّالُ: هُوَ الَّذى يَنْخُل التُّرابَ يَلْتَمِسُ فيهِ الشَّيْىءَ التّافِهَ.
وَالشِّطرنْجُ (¬18): بِكَسْرِ الشِّينِ فِى اللُّغَةِ الْفَصيحَةِ (¬19).
قَوْلُهُ: "يَلْعَبُ بِهِ اسْتِدْبارًا" الاسْتِدْبارُ: خِلافُ الاسْتِقْبالِ، أَيْ: يَجْعَلُهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ.
قَوْلُهُ "تَكَلَّمَ فِى لَعِبِهِ بِما يَسْخُفُ" (¬20) هُوَ الْكَلامُ الْمُقْذِعُ السّاقِطُ، وَأَصْلُ السُّخْفِ: رِقَّةُ الْعَقْلِ، وَقَدْ سَخُفَ الرجُلُ -بِالضَّمِّ- سَخافَةً فَهُوَ سَخيفٌ.
"وَيَحرُمُ اللَّعِبُ بِالنَّرْدِ" لَيْسَ النَّرْدُ بِعَرَبِىٍّ (¬21)، وَصورَتُهُ: أَنْ يَكونَ ثَلاثينَ بُنْدُقًا، مَعَ كُلِّ واحِدٍ مِنَ اللَّاعبينَ خَمْسَةَ عَشَرَ، وَيَكون فيهِ ثَلاثُ
¬__________
(¬15) من حديث رواه أبو مسعود البدرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحى فاصنع ما شئت" المهذب 2/ 325، وانظر الحديث في الموطأ 1/ 158، ومسند أحمد 4/ 121، والبخاري 4/ 215، وسنن أبي داود 4/ 252، وابن ماجة 2/ 1400.
(¬16) انظر الأقوال المختلفة في غريب أبي عبيد 3/ 31، 32، وغريب الخطابي 1/ 156، 157، وأعلام الحديث له 2198، 299، ومعالم السنن له 4/ 109، 110، والنهاية 1/ 470، 471.
(¬17) في المهذب 2/ 325، واختلف أصحابنا في أصحاب الصنائع الدنيئة إذا حسنت طريقتهم في الدين، كالكناس والدباغ والزبال والنخال والحجام: القيم بالحمام. . ..
(¬18) في قوله: ويكره اللعب بالشطرنج. . . ولا يحرم. . . وروى أن سعيد بن جبير كان يلعب به استدبارًا المهذب 2/ 325.
(¬19) انظر معجم الألفاظ والتراكيب في شفاء الغليل 312، وأدى شير 100، 101، والمصباح (شطر).
(¬20) في المهذب 2/ 325 فإن ترك فيه المروءة بأن. . . أو تكلم بما يسخف. . . ردت شهادته.
(¬21) الألفاظ الفارسية المعربة 151، والمعرب 605، وشفاء الغليل 499.