وَالغَنيمَةُ أَصْلُها: الرِّبْحُ وَالْفَضْل، وَمِنْهُ الْحَديثُ فِى الرَّاهِنِ (¬8) "له غُنْمُهُ" أَىْ: رِبْحُهُ وَفَضْلُهُ.
وَالفيْىءُ أَصْلُهُ فِى اللُّغَةِ: الرُّجوع، يُقَالُ: فَاءَ إِلَى كذا، أَي: رجَعَ إِلَيْهِ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ مَالٌ رَجَعَهُ الله إِلَى الْمُسْلِمينَ وَرَدَّهُ (¬9)، وَمِنْهُ قِيلَ لِلظلِّ فَيْىءٌ؛ لأنَّهُ يَرْجِعُ مِنْ جَانِب إِلى جَانِبٍ.
[قَوْلُهُ: "لِأميرِ الْجَيْش" (¬10)] سُمِّىَ الْأَميرُ أَميرًا؛ لأنَّ أصحابَهُ يَفْزَعون فِي أَمرهِمْ إِلَى مُؤَامَرَتِهِ، أَيْ: مُشَاوَرَتِهِ. وَقيلَ: سُمِّىَ أَميرًا لِنَافاذِ أَمْرِهِ. وَقيلَ: إِنَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ أَمِرَ بِكَسْرِ الْميمِ، أَيْ: كَثُرَ؛ لأنَّهُ فِي نَفسِهِ -وَإِنْ كانَ وَحْدَهُ- كثيرٌ، وَقَدْ فُسِّرَ قَوْله تعالى: {أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} (¬11) أَىْ: كَثَرنَاهُمْ (¬12).
قَوْلُهُ: "كانَ يُنَفل فِى الْبَدْأَة الرُبُعَ وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ" (¬13) وفي بعضها (¬14) "الْقُفولِ".
الْبَدْأُةُ: السَّرِيَّةُ الَّتِى يُنَفِذُهَا الِإمامُ أَوَّل مَا يَدخُلُ بِلَاد الُعَدُوِّ، وَأَرَادَ
¬__________
(¬6) سورة الأنفال آية 1.
(¬7) ذكره ابن قتيبة حديثا عن أبي هريرة. غريب الحديث 1/ 299، 230، وانظر اللسان (فعل) وتهذيب اللغة 15/ 354.
(¬8) كذا في خ وع: وفي غريب ابن قتيبة 1/ 192، 229: ومنه قيل في الرَّهْن: "له غنْمُهُ وعليه غُرْمُهُ" أي: فضله للراهن ونقصانه عليه.
(¬9) ع: قالَ: وَرَجَعَ وَرُدَّ والمثبت من خ وغريب ابن قتيبة 1/ 228.
(¬10) من ع وفي المهذب 2/ 243، يجوز الأمير الجيش أن ينفل لمن فعلا يفضي إلى الظفر بالعدو. . . الخ.
(¬11) الإسراء 16.
(¬12) معاني الزجاج 3/ 232، والبحر المحيط 6/ 20، ومجاز القرآن 1/ 372 , 373، وانظر معاني الفراء 2/ 119.
(¬13) المهذب 2/ 243.
(¬14) أي: بعض نسخ المهذب.
