قَوْلُهُ: "رَأَيْتُ اسْتَاتَنْبُو" (¬1) الاسْتُ: الْعَجزُ، وَقَدْ يُرَادُ بِهِ حَلْقَةُ الدُّبُرِ، وَأصْلُها: سَتَة عَلى وَزْنِ فَعَلٍ -بِالتَّحريك- يَدُلُّ عَلى ذَلِكَ أَنَّ جَمْعَهُ أَسْتاهٌ، مِثْلُ جَمَلٍ وَأَجْمالٍ، وَلا يَجوزُ أَنْ يَكونَ مِثْلَ جِذعٍ وَقُفْلٍ اللَّذَيْنِ يُجْمعانِ أَيْضًا عَلى أَفعالٍ؛ لأنَّك إِذا رَدَدْتَ (¬2) الْهاءَ التي هِىَ لامُ الْفِعْلِ، وَحَذَفْتَ العَيْنَ، قلْتَ: سَهٌ- بِالْفَتْح، قالَ الشَّاعِرُ (¬3):
شَأَنكَ قُعَيْنٌ غَثُّها وَسَمينُها ... وَأَنْتَ السَّه السُّفْلى إِذا ذُكِرَتْ (¬4) نَصْرُ
يَقولُ: أَنْتَ فيهِمْ بِمَنْزِلَةِ الاسْتِ مِنَ النّاسِ.
قَوْلُهُ: "تَنُبو" أَيْ: تَرْتَفِعُ، أَرادَ هَا هُنا: الْعَجُزَ دونَ حَلْقَةِ الدُّبُرِ.
قَوْلُهُ: "وَإنَّما الْقِصاصُ فِى ضِمْنِهما " (¬5) أَيْ: فِيما يَشْتَمِلانِ عَلَيْهِ، مِنْ قَوْله: فَهِمْتُ ما تَضَمَّنَهُ كِتابُك، أَيْ: مَا اشْتمَلَ عَلَيْهِ، وَكانَ فِى ضِمْنِهِ. وَأَنْفَذْتُهُ ضِمْنَ كِتابِى، أَيْ: فِى طَيِّهِ.
¬__________
(¬1) شهد على المغيرة بن شعبة ثلاثة أبو بكرة، ونافع، وشبل بن سعيد، وقال زياد: رأيت استاتنبو ونفسا يعلو ورجلان كأنهما أذنا حمار، لا أدرى ما وراء ذلك. المهذب 2/ 332.
(¬2) ع: زدت: تحريف وانظر الصحاح (سته) والنقل عنه هنا.
(¬3) أوس، كما في اللسان، ومن غير نسبة في غريب الحديث 3/ 82، والصحاح (سته).
(¬4) في المراجع السابقة "دعيت".
(¬5) الهاشمة والمنقلة لا قصاص فيهما وإنما القصاص في ضمنهما. المهذب 2/ 333.