قالَ الْجَوْهَرِىُّ (¬23) قَوْلُهُمْ: "أَجَلْ" إِنَّما هو جوابٌ مِثْلُ "نَعَمْ".
قالَ الأَخْفَشُ: إِلَّا أَنَّهُ أَحْسَنُ مِنْ "نَعَمْ" فِى التَّصْديقِ، وَ "نَعَمْ" أَحْسَنُ مِنْهُ فِى الاسْتِفْهامِ، فَإِذا قالَ: أَنْت سوْفَ تَذْهَبُ، قُلْتَ: أَجَلْ، وَكانَ أَحْسَنَ مِنْ نَعَمْ، وَإِذا قالَ: أَتَذْهَبُ؟ قُلْتَ: نَعَمْ، وَكانَ أَحْسَنَ مِنْ أَجَلْ (¬24).
قَوْلُهُ: "أَو لَعَمْرِى" لَعَمْرى، وَلَعَمْرُكَ: قَسَمٌ، كَأَنَّهُ حَلَفَ بِبَقائِهِ وَحَياتِهِ. وَالْعَمْرُ وَالْعُمْرُ: واحِدٌ فإِذا أَدْخَلْتَ اللَّامَ فَتَحْتَ لَا غَيْرَ (¬25). وَمَعْناهُ فِى الِإقْرارِ: كَأَنَّهُ أَقْسَمَ بِثُبوتِهِ وَلُزومِهِ عَلَيْهِ.
قَوْلُهُ: "عَلَىَّ شَيْىءٌ" (¬26) أَنْكَرُ النَّكِراتِ: شَيْىءٌ؛ لِأنَّهُ يَجْمَعُ الْمَعْرِفَةَ وَالنَّكِرَةَ، وَالْمُذَكَّرَ وَالْمُؤَنَّثَ، وَالْمَوْجودَ والْمَفْقودَ، فَهُوَ أَحَقُّ الْكَلام فِى التَّفْسيرِ.
قَوْلُهُ: "سِتَّةُ دَوانِقَ" (¬27) جَمْعُ دانَقٍ، وَهُوَ: سُدُسُ الدِّرْهَمِ، يُقالُ: دانِقٌ وَدَانَق، بِفَتْحِ النّونِ وَكَسْرِها، وَرُبَّما قالُوا: دَاناقٌ، كَما قالوا لِلدِّرْهَمِ: دِرْهامٌ (¬28).
¬__________
(¬22) إن قال: لي عليك ألف فقال: نعم، أو أجل أو صدق أو لعمرى كان مقرا؛ لأن هذه الألفاظ وضعت للتصديق.
(¬23) الصحاح (أجل).
(¬24) انظر المغنى 1/ 29، طبع دمشق والجنى الداني 143، 144، 204، ورصف المباني 147، 148، 426، 427.
(¬25) يعني العين، وانظر الصحاح واللسان (عمر) ومعاني الأخفش 2/ 380.
(¬26) إذا قال: لفلان على شيىء: طولب بالتفسير، فإن امتنع عن التفسير جعل ناكلا. المهذب 2/ 347.
(¬27) إن قال له على درهم من دراهم الإِسلام، وهو: ستة دوانق وزن كل عشرة سبعة مثاقيل. . . الخ المهذب 2/ 347.
(¬28) عن الصحاح (دنق).