288 كتاب: النَّظْمُ المُسْتَعْذَبُ فِي تفْسِير غريبِ ألْفَاظِ المهَذّبِ الصفحة - الاسلام دين الفطرة -->
الاسلام دين الفطرة الاسلام دين الفطرة
test banner

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

288 كتاب: النَّظْمُ المُسْتَعْذَبُ فِي تفْسِير غريبِ ألْفَاظِ المهَذّبِ الصفحة




قَوْلُهُ: "كُنْتُ امْرَءًا مُلْصَقًا (فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَخِذَ عِنْدَلْهَمْ يَدًا يَحْمُونَ بِها قَرَابَتِى" (¬155) الْمُلْصَقُ بِالْقَوْم وَالْملْتَصِقُ: الْمُنْضَمُّ إِلَيْهِمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ.
وَقَوْلُه: "يَدًا" أَرَادَ صَنِيعَةً وَمِنَّةً يَمْنَعونَ بِهَا قَرابَتِى، قَالَ (¬156):
تَكُنْ لَكَ فِى قَوْمِى يَد يَشْكُرونَها ... وَأَيْدى النَّدى فِى الصَّالحِين قُرُوضُ
قَوْلُهُ: "دَعْنى أَضْرِبْ عُنُقَ هَذا الْمُنافِقَ" (¬157) قَدْ ذَكَرْنا أَنَّ الْمُنافِقَ هُوَ (¬158) الَّذى يُظْهِرُ الإِيمان وَيَسْتُرُ الكُفْرَ، وَفِى اشْتِقاقِهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ، أحَدُهَا: أَنَّهُ مُشْتَقُّ مِنَ النَّفَقِ، وَهُوَ: السَّرَبُ، مِنْ قَوْلِهِ تَعالَى: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} (¬159) فَشُبِّهَ بِالَّذِى يدخلُ النَّفَقَ وَيَسْتَتِرُ فِيهِ.
وَالثَّانِي: أَنَّهُ مُشْتَقٌ مِنْ نَافِقاءِ الْيَرْبوعِ، وَهُوَ جُحْرُهُ؛ لَأنَّ لَهُ جُحْرًا يُسَمَّى النَّافِقاءَ، وَآخَرَ يُقاَلُ لَهُ الْقاصِعَاءُ، فَإذا طُلِبَ مِنَ النّافِقاءِ قَصَّعَ فَخرَجَ مِنَ الْقاصِعاءِ، وَإِذا (¬160) طُلِبَ مِن القَاصِعَاءِ نَفَقَ فَخَرَجَ مِنَ النّافِقاءِ (¬161)، وَكَذَلِكَ الْمُنَافِقُ يدخلُ فِى الكُفْرِ وَيَخْرُجُ مِنَ الِإسْلامِ مُرَاءَاةً لِلْكُفارِ، وَيَخْرُجُ مِنَ الْكُفْرِ وَيَدْخُلُ فِى الإِسْلَام مُرَاءَاةً لِلْمُسْلِمين.
وَالثَّالِثُ: أَنَّهُ مُشْتَقُّ مِنَ النَّافِقَاءِ بِمَعْنًى آخَرَ، يذَلِكَ أَنَّهُ يَحْفِر فِى الْأرْضِ حَتَّى إِذا كادَ أنْ يَبْلُغ ظاهِرَها أَرَقَّ التُّرابَ، فَإذا خَافَ خَرَقَ الْأرْضَ، وَبَقِى فِىْ ظَاهِرِه تُرَابٌ، وَظَاهِرُ جُحْرِهِ تُرَاب وَباطِنهُ حَفْر، وَالْمنافِق بَاطِنُهُ كُفْرٌ وَظَاهِرُهُ إِيمَانٌ (¬162).
¬__________
(¬155) ما بين القوسين ليس في ع.
(¬156) بشر بن أبي خازم. ديوانه 107.
(¬157) قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبى - صلى الله عليه وسلم -. المهذب 2/ 242.
(¬158) هو: ليس في ع.
(¬159) سورة الأنعام آية 35.
(¬160) ع: وإن.
(¬161) انظر غريب أبي عبيد 3/ 13، وغريب ابن قتيبة 1/ 249، 250، واللسان (نفق 10/ 358).
(¬162) كذا نقل عن الأصمعي. ذكره ابن قتيبة في غريبه 1/ 249، 250 وقال ابن برى: جحرة اليربوع سبعة: القاصعاء والنافقاء والدامّاء والراهطاء، والحانقاء، والحاثياء، واللُّغزُ. اللسان (نفق).

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

عن الموقع

author الاسلام دين الفطرة  حقيقةٌ غاية في الروعة والجمال والجلال؛ إنّها منبع السعادة ومصدر التناغم والانسجام، إنّها حقيقة لا وجود لها إلا في الإسلام؛ لذلك نقول بلا تردد: إنّ البشرية لا نجاة ...

معرفة المزيد ←

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

الاسلام دين الفطرة

2020