أَصْلُ الْقَذْفِ: الرَّمْىُ بِالْحِجارَةِ وَغَيْرِهَا، وَالْقَذْفُ بِالزِّنا: مَأْخوذٌ مِنْهُ.
وَ "السَّبْعُ الْموبِقاتُ" (¬1) هي: الْمُهْلِكاتُ، وَأَوْبَقَهٌ اللهُ: أَهْلَكَهُ، يُقالُ منه: وَبَقَ يَبِقُ (¬2)، وَأَوْبَقَ يُوبِقُ: إِذا أَهْلَكَ، قالَ اللهُ تعالى: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا} (¬3).
قَوْلُهُ: "التَّوَلِّى يَوْمَ الزَّحْفِ" التَّوَلِّى: الِإدْبارُ فِرارًا مِنَ الْقِتالِ. وَالزَّحْفُ: هَوَ الْمَشىُ إِلَى القِتالَ.
قَوْلُهُ: "افْتَرَى عَلَى حُرٍّ" (¬4) أَي: كَذَبَ، قالَ اللهُ تعالَى: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} (¬5) وَقَدْ ذُكِرَ (¬6) قَوْلُه تَعَالَى: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ} (¬7) أَيْ: تَبَلَّغوِا بِالْعَيْشِ الْقَليلِ حَتَّى يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ.
قَوْلُهُ: "يا نَبَطِىُّ" (¬8) النَّبَطُ وَالنَّبِيطُ: قَوْمٌ يَنْزِلونَ بِالْبَطائِحِ بَيْنَ الْعِراقَيْنِ، وَالْجَمْعُ أَنْبَاطٌ، يُقالُ: رَجُلٌ نَبَطِىٌّ وَنَباطِىٌّ وَنَباطٍ، مِثْلُ يَمَنِيٍّ وَيَمَانِيٍّ
¬__________
(¬1) في الحديث: "اجتنبوا السبع الموبقات" المهذب 2/ 272.
(¬2) وفيه: وَبِقَ يَوْبَقُ، ووبِقَ يَبِقُ.
(¬3) سورة الشورى آية 34، وانظر تفسير الطبرى 25/ 34، 35، وغريب الخطابي 3/ 384.
(¬4) روى يحيى بن سعيد الأنصاري قال ضرب أبو بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم مملوكا افترى على حر ثمانين جلدة. المهذب 2/ 272.
(¬5) سورة طه آية 61.
(¬6) 1/ 112، 2/ 161.
(¬7) سورة هود آية 65، وفي المهذب 2/ 273: وإن قال القاذف أمهلنى لأقيم البينة على الزنا أمهل ثلاثة أيام؛ لأنه قريب لقوله عز وجل: {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} ثم قال: {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ}.
(¬8) إن قال لعربي يا نبطى فإن أراد نبطى اللسان أو نبطى الدار لم يكن قذفا. المهذب 2/ 274.