أَيْ. صَنَعَهُمَا وَأَحْكَمَ صَنْعتَهُمَا.
قَوْله: "فَإنْ كانَ خامِلًا" (¬14) الخامِلُ: السّاقِطُ الَّذى لَا نَباهَةَ لَهُ، وَقَدْ خَمَلَ يَخمُلُ خُمولًا، وَأَخْمَلْتُهُ أَنا.
قَوْلُهُ (¬15): "مَنِ اسْتُقْضِىَ فَكَأَنَّما ذُبِحَ بِغيْرِ سِكِّينِ" قالَ فِى الشّامِلِ: لَمْ يَخْرُجْ مَخْرَجٍ الذَّمِّ للِقَضاءِ، وَإِنَّما وَصَفَهُ بِالْمَشقَّةِ، فَكَأنَّ مَنْ قُلِّدَهُ فقد حَمَلَ عَلَى نَفْسِهِ مَشَقَّةً كَمَشَقَّةِ الذَّبْحِ.
وَالْمَعْتوهُ: النَّاقِصُ الْعَقْلِ، وَقَدْ ذُكِرَ فِى الْوَصَايَا (¬16).
قَوْلُهُ: "وَقَلَّدَهُ" (¬17) هُوَ مِنَ الْقِلادَةِ الَّتي تكُونُ فِى الْعُنُقِ.
قَوْلُهُ: "بِرِزْمَةٍ إِلَى السّوقِ" (¬18) الرِّزْمَةُ: الْكارَةُ مِنَ الثِّيابِ، وَقَدْ رَزَّمَهَا تَرْزِيمًا، أَي: شَدَّ رَزْمَهَا (¬19).
قَوْلُهُ: "جَبَّارًا" (¬20) قِيلَ: الْجَبّارُ: الَّذى يَقْتُلُ عَلَى الْغضَبِ، وَقِيلَ: هُوَ ذُو السَّطْوَةِ وَالْقَهْرِ، وَمِنْهُ يُقالُ: جَبَرْتُهُ عَلَى كَذَا وَأَجْبَرْتُهُ: إِذا أَكْرَهْتَهُ عَلَيْهِ قَهَرْتَهُ (¬21)، وَمِنْهُ جَبْرُ الْعَظْمِ؛ لِأَنَّهُ كَالإِكراهِ عَلَى الِإصلاحِ.
¬__________
(¬13) ع: التوابع: تحريف.
(¬14) في القاضى: "إن خاملا وإذا ولى القضاء انتشر علمه استحب أن يطلبه". المهذب 2/ 290.
(¬15) المهذب 1/ 290، في حديثه - صلى الله عليه وسلم -: "من. . .".
(¬16) 2/ 98.
(¬17) في المهذب 2/ 290: وإن كان جماعة يصلحون للقضاء اختار الإِمام أفضلهم وأورعهم وقلده.
(¬18) في المهذب: لما ولى أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - خرج برزقة إلى السوق، فقيل: ما هذا، فقال: أنا كاسب أهلى فأجروا له كل يوم درهمين.
(¬19) في الصحاح: وقد رَزَّمْتُها ترزيما: إذا شددتها رِزَمًا.
(¬20) ويكره أن يكون القاضى جبارًا عسوفا وأن يكون ضعيفا مهينا المهذب 2/ 290.
(¬21) فعلت وأفعلت للجواليقى 32، والصحاح (جبر) وأنكر الأصمى جبر. أنظر فعلت وأفعلت لأبي حاتم 104.