قوله: "وَلَا يُصَدَّرونَ فِى الْمَجالِسِ" أَيْ: لَا يُجْعَلُون صَدُورًا، وَهُمُ: السَّادَةُ الذَّيِنَ يُصدَرُ عَن أَمْوِهِمْ وَنَهْيِهِمْ.
قَوْلُهُ: "وَلَا نُخْرِجُ سَعانِينَنَا وَلَا بَاعُوثَنَا" (¬11) قالَ الزَّمَخشَرىُّ (¬12) وَالْخَطَّابِىُّ (¬13): السَّعَانِين: عِيدُهُمُ الْأَوَّلُ قَبْلَ فِصحِهِمْ بِأُسْبُوعٍ، يَخْرُجُونَ بِصُلْبَانِهِمْ. وَالْبَاعُوث- بِالْعَيْنِ الْمُهمَلَةِ، وَالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ: اسْتِسقَاؤُهُمْ، يَخرُجُونَ بِصُلْبَانِهِمْ إِلَى الصَّحْراءِ يَستَسْقُونَ.
قَالَ (¬14): وَرُوِىَ: "وَلَا بَاغُوثِنَا" وَجَدْتُهُ مَضْبُوطًا بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ وَالثَّاءِ بِثَلَاثٍ فِيهِمَا، وَأَظُنُّ النّونَ خَطَأ تَصْحِيفٍ، قَالَ: وَهُوَ عِيدٌ لَهُمْ. صُولحُوا علَى أَنْ لَا يُظْهِرُوا زِيَّهُمْ لِلْمسْلِمِينَ فَيَفتِنُوهُمْ.
قَوْلُهُ: "دَيْرًا وَلَا قَلايَةً" (¬15) قالَ الْخَطَّابِىُّ (¬16): الدَّيْرُ وَالْقَلَّايَةُ: مُتَعَبّدَاتُهُمْ، تُشْبِهُ الصَّوْمَعَةَ. وَرُوِىَ: "قَلِيَّةً" وَرُوِىَ بِتَخْفِيفِ الْيَاءِ الْمُعْجَمَةِ بِاثْنَتَيْنِ مِن تَحْتِهَا.
¬__________
(¬10) في المهذب 2/ 254، ولا يبدأون بالسلام ويلجؤون. . . ولا يصدرون في المجالس.
(¬11) في كتاب عمر - رضي الله عنه - على نصارى الشام. . . ولا تخرج. . . المهذب 2/ 255 ورواية الخطابي في غربية 2/ 73 "سَعانينا ولا باعوثًا" قال: وقال بعضهم: إنما هو الباغوت بالغين معجمة والتاء التي هي أخت الطاء.
(¬12) في الفائق 3/ 220، 221.
(¬13) في غريب الحديث 2/ 74.
(¬14) الزمخشرى في الفائق 3/ 221 وروايته "ولا باغوتا" وهي توافق رواية الخطابي الثانية، ويحقق ظن المصنف الآتي.
(¬15) وفي كتاب نصارى الشام: "شرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث على مدائننا ولا فيما حولها ديرا ولا قلاية ولا كنيسة ولا صومعة راهب. المهذب 2/ 255.
(¬16) انظر غريب الحديث 2/ 74، والفائق 3/ 221، والنهاية 4/ 105.