قَوْلُهُ: "يُدافِعُ الأَخْبَثَيْنِ" تَثْنِيَةُ الأَخْبَثِ، وَهُما: الْبَوْلُ وَالْغائِطُ، وَمَعناهُ: الْخَبيثَيْنِ، أَىِ: النَّجَسَيْنِ الْمُسْتَقْذَرَيْنِ، لَكِنَّ لَفْظَةَ "أَفْعَلَ" أَبْلَع وَأَكْثَرُ.
قَوْلُهُ: "فِى حَرٍّ مُزْعِجٍ" أَزْعَجَهُ، أَيْ: أَقْلَقَهُ مِنْ مَكانهِ، وَانْزَعَجَ بِنَفْسِهِ، وَالْمِزْعاجُ: الْمَرْأَةُ الَّتي لا تَسْتَقِرُّ فِي مَكانٍ. وَالْقَلَق: ضيقُ الصَّدْرِ وَقِلَّةُ الصَّبْرِ.
قَوْلُهُ: "فَلا يَتَوَفَّرُ عَلَى الاجْتِهادِ" (¬43) أَيْ: لا يَسْتَوْفيهِ وَيُتِمُّهُ، وَالْمَوْفورُ: التَّامُّ، وَالْوُفورُ: التَّمامُ، وَالْوَفْرُ: الْمالُ الْكَثيرُ.
وَ "شِراج الْحَرَّةِ" قَدْ ذُكِرَ (¬44).
قَوْلُهُ: "فِى مَوْضِع بارِزٍ" (¬45) أَيْ: ظاهِير غَيْرِ مَسْتورٍ {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (¬46) أَيْ: ظَهَروا، وَلَمْ يَسْتُرْهُمْ عَنْهُ شَيْئٌ.
قَوْلُهُ: "دون فاقَتِهِ وَفقْرِهِ" الْفاقَةُ: الْحاجَةُ. وَالْفَقْرُ: ضِدُّ الْغِنى، وَهُما مُتقارِبانِ.
قَوْلُهُ: "يَحْضُرُهَا اللَّغَطُ وَالسَّفَهُ" (¬47) هُوَ: الْصَّوْتُ وَالْجَلَبَةُ، يُقالُ: لَغطوا يَلْغطونَ لَغْطًا وَلغَطًا وَلِغاطًا. وَالسَّفَهُ ها هُنا: التَّشاتُمُ وَذِكْرُ الْمَعايِبِ.
قَوْلُهُ: "وَإِنِ احْتاجَ إِلى أَجْرِياءَ" الْأَجرِياءُ: جَمْعُ جَرِىٍّ، مُشَدَّدٍ غَيرِ مَهْموزٍ، وَهُوَ: الْوَكيلُ وَالرَّسولُ، يُقالُ جَرِىٌّ بَيِّنُ الْجَرَايَة وَالجِرَايَة، وَالْجَمْعُ أَجْرِيَاءُ.
¬__________
(¬41) لا يقضى والمرض يقلقه، ولا يقضى وهو يدافع الأخبثين، ولا يقضى وهو في حر مزعج ولا في برد مؤلم. المهذب 2/ 293.
(¬42) في الصحاح (قلق).
(¬43) في تعليل ما في تعليق 41: لأن في هذه الأحوال يشتغل قلبه فلا يوفر على الاجتهاد في الحكم.
(¬44) 2/ 72، 366.
(¬45) ويستحب أن يجلس في موضع بارز يصل إليه كل أحد ولا يحتجب، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من ولى من أمر الناس شيئًا فاحتجب دون حاجتهم وفاقتهم احتجب الله دون فاقته وفقره" المهذب 2/ 293.
(¬46) سورة إبراهيم آية 48.
(¬47) يعني الخصومة.