بَلينا وَمَا تَبْلَى النُّجومُ الطَّوالِعُ ... وَتبْقَى جِبالٌ بَعْدَنا وَمَصانِعُ
وَقوْلهُ: "إِن الأَخِرَ زَنى" (¬16) ذُكِرَ (¬17).
قَوْلُهُ: "فَتَنَحَّى لِشِقِّ وَجْهِهِ" أَيْ: أَتاهُ منْ ناحِيَتهِ الأَخْرى (¬18)، وَقيلَ: مالَ وَاعْتَمَدَ، وَكَذا الانْتِحاءُ: الاعْتِمادُ وَالْمَيْلُ.
قَوْلُهُ: "ما إِخالُكَ سَرَقْتَ" (¬19) أَيْ: ما أَظُنُّكَ، يُقالُ: أَخالُ - بِفَتْحِ الْهَمْزَة، وإِخالُ بِكَسْرِها، وَالكسْرُ أَفْصَحُ، وَالْقِياسُ الْفَتْحُ (¬20).
قَوْلُهُ: "فَلَمّا أَذْلَقَتْهُ الْحِجارَةُ" (¬21) أَيْ: أَصَابَتْة بِحَدِّها، وَالْحِجارَةُ الْمُذَلَّقَةُ: الْمُحَدَّدَةُ، وَذَلْقُ كُلِّ شَيْىءٍ: حَدُّهُ، وَفُلان ذَلْقُ اللِّسانِ: حَديدُهُ.
قَوْلُهُ: "تَجَمَّزَ" أَىْ: عدا وَأَسْرَعَ، وَالْجَمزُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّيْرِ أَشَدُّ مِنَ الْعَنَقِ، وَالنَّاقَةُ تَعْدُو الْجَمَزَى.
¬__________
(¬14) تفسير الطبرى 29/ 95، 96.
(¬15) ديوانه 87.
(¬16) في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى رجل من أسلم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن الآخر زنى، فأعرض عنه - صلى الله عليه وسلم - فتنحى لشق وجهه الذي أعرض عنه. . . إلخ الحديث. المهذب 2/ 345.
(¬17) 2/ 538.
(¬18) يقال: انتحيت لفلان، أي: عرضت له، ونحيته عن موضعه تنحية فتنحى. الصحاح (نحا).
(¬19) روى أبو أمية المخزومى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى بلص قد اعترف، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما. . ." فقال له مرتين أو ثلاثة ثم أمر بقطعه. المهذب 2/ 345.
(¬20) في الصحاح (خليل): تقول في مستقبله: إخال بكسر الألف، وهو الأفصح، وبنو أسد تقول: احتمال بالفتح وهو القياس.
(¬21) في حديث جابر بن عبد الله قال: كنت فيمن رجم ما عزا فرجمناه في المصلى بالمدينة فلما أذلقته الحجارة تجمز حتى أدركناه بالحرة فرجمناه حتى مات. المهذب 2/ 345.