وفى الموطأ: «اللهم ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» (¬2).
وقد ورد عنه صلّى الله عليه وسلّم غير ذلك وليس هذا موضعه [والله تعالى أعلم] (¬3).
ص:
وهاهنا تم نظام الطيبه ... ألفية سعيدة مهذبه
ش: أى تم وانقضى (¬4) نظم الكتاب الذى قصده وسماه (الطيبة) حال كونها [(ألفية)] (¬5) - نسبة للألف- (سعيدة)؛ أى: مسعودة؛ لأنها تتعلق بكلام الله تعالى وتلزمه ولا تخرج عنه، ومن هذه حالته فقد حصلت له السعادتان. ويجوز- وهو الأليق- أن تكون بمعنى مسعدة لمن قرأها؛ لأنها توصله إلى ما يسعده (¬6) وهو علم كتاب الله تعالى الذى هو من أقوى أسباب الخير، وتوصله إلى مطلوبه من هذا العلم وزيادة.
وقوله: (مهذبة) قال الجوهرى: رجل مهذب، أى: مطهر الأخلاق، والتهذيب:
الإسراع؛ فعلى هذا يحتمل أن يكون قوله (مهذبة) أى: مهذّبة (¬7) الأخلاق ويكون ذلك [كناية] (¬8) عن لينها، وعدم حصول اختيار لها وموافقة غيرها، وعدم امتناعها ممن طلبها (¬9) وإجابتها له مسرعة، ويدل عليه قوله: (والتهذيب): الإسراع، ومعنى ذلك سرعة فهمها وعدم صعوبته على متأملها.
فإن قلت: (ألفية)، نسبة للألف- كما قلت- وهى زائدة باثنى عشر بيتا- قلت: لم يعتبر الناظم الزيادة، وهو [جائز] (¬10) ما لم يبلغ مائة، كما لم يعتبر أنس النقص فى قوله:
«خدمت النبى صلّى الله عليه وسلّم عشر سنين» (¬11) وقد خدمه أقل منها بنحو ستة أشهر أو غيرها. فإن قلت
¬_________
(¬1) أخرجه ابن ماجه (2/ 503، 504) كتاب إقامة الصلاة باب ما جاء فى صلاة الحاجة (1384) والترمذى (1/ 489) كتاب الوتر باب ما جاء فى صلاة الحاجة (479) والحاكم (1/ 320) عن عبد الله بن أبى أوفى.
(¬2) أخرجه البخارى (9/ 44 كتاب التفسير باب: ومنهم من يقول ربّنآ ءاتنا فى الدّنيا حسنة ...
(4522) ومسلم (4/ 2070) كتاب الذكر والدعاء، باب فضل الدعاء (26/ 2690) وأبو داود (1/ 476) كتاب الصلاة باب فى الاستغفار (1519) وأحمد (3/ 101) من حديث أنس بن مالك.)
(¬3) ما بين المعقوفين سقط فى ص، وفى د: تعالى.
(¬4) فى م، ص: وانقضى هنا.
(¬5) سقط فى م، ص.
(¬6) فى م، ص: ما أسعده.
(¬7) فى م، ص: مطهرة.
(¬8) سقط فى د.
(¬9) فى م، ص: يطلبها.
(¬10) سقط فى م، ص.
(¬11) أخرجه مسلم (4/ 1814، 1815) كتاب الفضائل باب طيب رائحة النبى صلّى الله عليه وسلّم (81/ 2330).